فبالصبر يتغلب المؤمن على مصائبه ,
ويحتسب الأجر ,
والصابرون لهم أجر كبير عند الله يوم القيامة ,
يقول
المصطفى صلى الله عليه وسلم :
إنما الصبر عند الصدمة الأولى ,
وهنا سأعرض لكم بعض القصص عن روائع
الصبر لنأخذ منها العِبر ونتعلم منها ,
ونعرف كيف صبر غيرنا على مصائبهم وكيف احتسبوا الأجر عند الله .
القصة الأولى : يحكى أن رجلاً من الصالحين
مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وأعمى وأصم
وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه .
فتعجب الرجل ثم قال له :
يا أخي ماالذي عافاك الله منه
لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك .
فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً
يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره 0
القصة الثانية : قال الأحنف بن قيس :
شكوت إلى عمي وجعاً في بطني فنهرني وقال :
إذا نزل بك شيء فلا تشكه
إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه ,
ولكن اُشكُ لمن ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عنك ,
يا ابن أخي
إحدى عيني هاتين ما أُبصرُ بها من أربعين سنة
وما أخبرت امراتي بذلك ولا أحداً من أهلي 0
القصة الثالثة : يُحكى أن أحد الصالحين
كان إذا أُصيب بشيء أو ابتُليَ به يقول خيراً
وذات ليلة جاء ذئب فأكل ديكاً له ,
فقيل له به فقال : خيراً ,
ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف بالحراسة فمات .
فقيل له , فقال : خيراً ,
ثم نهق حماره فمات , فقال : خيراً إن شاء الله .
فضاق أهله بكلامه ذرعاً .
ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغاروا عليهم
فقتلوا كُلَ من بالمنطقة ولم ينجُ إلا هو وأهل بيته .
فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح
الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير ,
وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه الأشياء خيراً وسبباً لنجاته
من القتل فسبحاااااان المدبر الحكيم .
القصة الرابعة : قال المدائني :
رأيت بالبادية امرأةً لم أر جِلداً
ولا أنضر منها ولا أحسن وجهاً منها , فقلت :
تالله إن فعل هذا بكِ من الاعتدال والسرور ,